في مثل هذا اليوم قفز الى سدة الحكم رجل غامض ومغامر إسمه زين العابدين بن علي...!

في ذكرى تنصيب زين العابدين بن علي رئيسا للجمهورية التونسية دون القيادي بحركة النهضة التونسية رفيق عبد السلام مايلي:


في مثل هذا اليوم قفز الى سدة الحكم رجل غامض ومغامر  إسمه زين العابدين بن علي، تسلل من داخل  أجهزة الدولة، وتدرج في مواقع المسؤوليات الرسمية  من مدير عام للامن،  الى الى آمر للحرس الوطني ، الى وزير الداخلية ثم وزيرا للداخلية  ووزيرا أول في نفس الوقت.  
تمكن من الصعود السريع في المدة  الأخيرة من حكم بورقيبة  بزعم حماية الزعيم من الرجال المحيطين به والطامحين في وراثته، ومن خصومه "المتربصين" به ، ثم انقلب عليه فيما بعد باستخدام الجهاز الأمني وتوظيف الجيش، وكان ذلك  تحت عنوان مرض الرئيس واشتداد خرفه.



استغل  الصعوبات الاقتصادية والمالية التي كانت تمر بها البلاد، والمختلطة وقتها بأزمة سياسية ناتجة  عن الرغبة في التخلص من حركة الاتجاه الإسلامي ( حركة النهضة)، ثم قدم  نفسه في صورة  رجل الانقاذ والتغيير. 
بدأ مسيرته بإطلاق وعود  مخادعة عنوانها " لا ظلم بعد اليوم" وأن الشعب " قد بلغ درجة من النضج..." ، ولكنه انقلب على المسار في أقل من سنتين، بعدما أحاط نفسه بجوقة من المتملقين  والمتسلقين والانتهازيين،  من بينها  مجموعات يسارية وقومجية انتهازية.


وعد الأحزاب الموالية بأنه سيتقاسم معها الغنيمة  حال التخلص من خصمه، وسيبني ديمقراطية واعدة من دون نهضويين ، ولكنه استدار عليهم لاحقا واحدا بعد الآخر، ولم يعد هناك من مجال للقاء بين  المعارضين سوى  في السجون والمنافي. 


هذا هو الجنرال زين العابدين بن علي  رحمه الله ، الذي  مازالت تعاني تونس من مخلفات سياساته الأمنية الرعناء وضيق أفقه السياسي والاستراتيجي، والذي تخلصت منه تونس بثورة شعبية رفعت شعاري الحرية والكرامة، وهي ثورة مازالت تتقلب بين المد والجزر والتقدم والتراجع  وبين النجاح والفشل شأن كل الثورات الكبرى في التاريخ.

( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب وما كان حديثا يفترى)

إرسال تعليق

أحدث أقدم

إعلان

محتوى مدفوع