ولدت داليدا أو 《يولاندا كريستينا جيجليوتي》 في 17 يناير /جانفي من سنة 1933، في حي شبرا بالقاهرة لعائلة إيطالية الأصل مولودين بمصر وتعود أصولهما إلى جزيرة كالابريا في جنوب إيطاليا، اما عن ديانتها فيعتقد انها مسيحية.
هاجر أجدادها إلى مصر باحثين عن الرزق كحال الكثير من الأجانب في بداية القرن العشرين الذين هاجروا بدافع الفقر وللهروب من بطش الحروب في أوطانهم، حيث كانت مصر بلدا آمنا ومزدهرا اقتصاديا.
اسمها الحقيقي هو "يولاندا" تعلمت العزف وأخذت دروسا في الغناء، لكن حلمها بأن تصبح ممثلة مشهورة لم يفارقها، لاسيما بعد أن علمت بأن الممثلة الإيطالية 《Eleanor Duse》 هي قريبتها، ربما كان هذا الأمر سبب في امتلاكها تلك الموهبة الرائعة.
♻️مسيرة داليدا الفنية:
بدأت أسطورة الغناء داليدا حياتها بالمشاركة في مسابقة ملكة جمال مصر وفوزها بها سنة 1954 ثم سافرت بعد ذلك الى فرنسا لتبدأ مشوارها الفني هناك وغنت بتسع لغات: العربية والإيطالية والعبرية والفرنسية واليونانية واليابانية والإنجليزية والإسبانية والألمانية.
في سجل داليدا أكثر من 1000 أغنية بلغات متعددة والحاصلة على عدة ألقاب و أوسمة ونالت أيضا تكريما يستحق بوزنها الفني من الجنرال الفرنسي ديجول بإعطائها لقب ميدالية رئاسة الجمهورية بسبب أدائها الرائع وصوتها المميز.
♻️حياة داليدا العاطفية:
ورغم الشهرة والنجاح الكبير الذي حققته داليدا في حياتها، ظلت حياتها الخاصة أشبه بمأساة كبيرة، فقد تزوجت في البداية من لوسيان موريس، وكانت قصة حبهما حديث الصحف وقتها، لكنهما سرعان ما انفصلا بعد زواج دام عدة أشهر فقط.
بدأت العلاقة التي جمعت بين داليدا ولوسيان موريس تأخذ منحىً آخرا، و بدأ الثنائي بخوض علاقة رومانسية ألهمت المعجبين الذين كانوا متشوقين لإعلان الثنائي عن زواجهما،وبعد الكثير من التّأجيل، أعلن الثّنائي عن زواجهما في الثامن من نيسان سنة 1961 والذي أُقيم في باريس حيث دعت عائلتها للقدوم إلى العاصمة الفرنسية.
انطلقت المغنية داليدا في جولتها الموسيقيّة بعد انتهاء العرس مباشرة دون حتى أن تقضي شهر العسل، بسبب انشغال زوجها الدائم بعمله، الأمر الذي أثر سلبا على علاقتهما الشخصية فيما بعد.
وبعد عدة أشهر تعرّفت داليدا خلال أحد الفعاليات في مدينة كان على 《جان سوبيسكي》 ووقعت في غرامه من النظرة الأولى وكان الشعور متبادلا من قبل جان الأمر الذي قضى على فرصة الحفاظ على زواجها من لوسيان رغم انها تُدين له بشهرتها التي وصلت إليها، إلّا أنّها كانت تبحث عن حريتها.
خلال فترة النّجاح الذهبي التي تمتّعت بها داليدا، عاودت الحلم بالزواج مرة اخرى ،إلّا أنّها لم تجد الشريك المناسب ،كما أنّها كانت مُنهمكة بالعمل في تسجيل الأغاني وحضور الحفلات.
ومع نهاية عام 1966 تولّى شقيقها 《برونو》 مسؤولية إدارة أعمالها بينما أصبحت قريبتها 《روزي》 سكرتيرتها الخاصّة وبذلك تكون أصبحت كل شؤون أعمالها ضمن العائلة الأمر الذي أراحها كثيراً.
وفي عام 1966 قرّرت شركة التّسجيل الإيطاليّة《 RCA》 المشاركة في مسابقة للأغاني خلال مهرجان 《سان ريمو》 في إيطاليا، وذلك عبر أغنية اتّفق أن تغنيها داليدا بينما يكتبها ويلحّنها لويجي تانكو Luigi Tanco وهو مؤلف اغاني غير مشهور، وقعت داليدا في حب لويجي خلال عملها على الأغنية.
وخلال المهرجان، قامت داليدا بدعوة لويجي ليشاركها الغناء على المسرح حيثُ غنّوا 《Ciao Amore》 الأمر الذي كان صعبا جدا عليه لأن داليدا كانت نجمة مشهورة بينما هو لم يسمع أحد باسمه من قبل.
استغّل الثّنائي تلك المناسبة وأعلنا أنّهما سيتزوّجان في نيسان، إلّا أنّ الأمور لم تمرّ على النحو المطلوب، حيث خسر الثنائي المسابقة، الامر الذي أثار أغضب لويجي وجعله يفقد اعصابه موجها الشتائم لأعضاء لجنة التّحكيم وشكك في نزاهة المسابقة وذلك لأنّه كان مخمورا.
و من سوء الحظ أنّ الأمور لم تنته هنا، حيثُ عثر على لويجي في غرفته في الفندق منتحرا، الامر الذي دمر داليدا نفسيا، حيث حوالت الانتحار عن طريق تناول الحبوب المنوّمة.
لم تشأ العناية الإلاهية أن تفارق داليدا الحياة، وبعد أن أفاقت من غيبوبتها قرّرت البدء بمرحلة جديدة من حياتها حيثُ لم تعد ترتدي سوى الفساتين البيضاء الطويلة إلى أنّ أصبح الجمهور يناديها بالقدّيسة داليدا، كما أنّها انهمكت بالقراءة لاسيّما في مجال الفلسفة وعشقت فرويد وبدأت بممارسة اليوغا أيضاً.
أزمات داليدا لم تنتهي فقد فجعت بانتحار فُجعت بانتجار شريكها السّابق 《ريشار》جنوب فرنسا بشقته عام 1983 ، الأمر الذي أفقدها حماسها الذي دائماً ما تميزت به، حتّى أنّ النّاس بدأت تلاحظ تغيرات جسديّة واضحة عليها.
♻️وفاة داليدا:
توفيت داليدا يوم الأحد الموافق 3 مايو 1987 منتحرة بجرعة زائدة من أقراص الباربيتورات المهدئة، عن عمر يناهز 54 عاما في حادثة هزت العالم الفني بعد أن تركت رسالة مؤثرة تحمل:《سامحوني الحياة لم تعد تحتمل》 ودفنت داليدا في مقبرة مونمارتر بباريس.
وبعد وفاتها تم تكريمها من طرف الحكومة الفرنسية آنذاك بتركيز تمثال بحجمها الطبيعي على قبرها في العام 2001 و أيضا تم وضع صورتها على طابع بريدي ما زال الكثيرون حتى الان يرددون أغانيها الجميلة بشغف، تلك الأغاني التي غنتها بغدة لغات منها الفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية والعربية والعبرية واليابانية والهولندية والتركية.
Tags:
منوعات