من هي"عليسة" التي نقلت حضارة على ظهر سفينة

في تونس تدعى عليسة و يطلق عليها اسم أليسار في لبنان، اما في المغرب يسمونها ديديون اي رمز المرأة التي لا تقهر أبدا، اما الغرب فيصورونها عاشقة صادقة وهبت كل شيء في سبيل الحب.


من هي عليسة التي نقلت حضارة على ظهر سفينة؟

  عليسة هي اميرة فينيقية ،و هي ابنة  "متن" ملك صور الذي اوصى لها و لأخيها "بجمليون" بالملك ، فطمع اخوها  بالسلطة و أيضا بثروة زوج عليسة  فقتله و استولى على الحكم لتقرر الاميرة الفينيقية المعروفة بقوتها و ذكاءها و جمالها الأخاذ ان تنجو بنفسها ومالها، فاحتالت على اخوها "بجمليون"  و اخبرته بانها ذاهبة في رحلة لتجلب غرضا ثمينا.

وافق اخوها "بجمليون" معتقدا ان اخته عليسة ذاهبة لاحضار كنوز زوجها و زودها بما تحتاج من سفن  و رجال ،فاتفقت الاميرة الفينيقية  عليسة مع المخلصين لها ونقلت الكنوز سرا في اكياس على متن سفينتها و نقلت امام رجال اخيها اكياسا مليئة بالرمال ووضعتها  تحت حراستهم على ظهر السفينة وفي عرض البحر رمت اكياس الرمال في البحر و تظاهرت انها ترمي كنوز زوجها اكراما لروحه فقفز رجال اخيها وراء الاكياس و بقي معها المخلصون فقط.

ثم بدأت رحلة الاميرة الفينيقية نحو قرطاج العظيمة، فرست اولا في جزيرة قبرص حيث عقدت الاميرة معاهدة مع كبير كهنة آلهة الجمال عشترت انظم بمقتضاها هو و افراد عائلته الى الاميرة عليسة برحلتها، كما ظمت اليها نحو 20 فتاة كانوا قد وهبن انفسهن للآلهة لكي تزوجهن لخدمها وتنشيء بذلك شعبا لمدينتها الجديدة.


غادرت سفينة عليسة قبرص لتحط رحالها اخيرا في ارض ملك المكسويين الذي فاوضته للحصول على ارض تبني عليها مدينتها الجديدة فاكتفى باعطائها ارض تعادل مساحتها جلد ثور،فقبلت عليسة بذلك و سط دهشة الجميع.

قصت الاميرة الفينيقية الذكية جلد الثور و حولته الى اشرطة دقيقة  طويلة وصلتها ببعضها و صنعت منها حبلا طويلا احاطت به الهضبة التي تعرف اليوم بهضبة بيرصا وتعني جلد جلد ثور لتكون هذه المساحة نقطة البداية لبناء مدينة قرطاج و ذلك سنة 814 قبل الميلاد ، وقد جعلتها نموذجا لمدينة صور و مرتبطة بها روحيا و إداريا،لتنمو هذه القرية بسرعة و تتوسع و ساعد هذا التمدد على  نشوء دولة قرطاج او الدولة البونية والتي تحدت الامبراطورية الرومانية لاحقا، اذ ارادت التأسيس لحضارة متطورة تصل شرق البحر المتوسط بغربه.

الحب في حياة عليسة

تأثر الملك جامبوب بنجاحات عليسة و أسره جمالها الفاتن فطلب الزواج منها، لكنها رفضت عرض الزواج هذا اخلاصا لزوجها الراحل، لكنه هددها بحرق قرطاج ،فاضطرت للموافقة بعد ان اخذت منه وعدا ملكيا بالمحافظة على قرطاج و صونها و في ليلة الزفاف رمت عليسة نفسها في المحرقة و ماتت امام عينيه.


عليسا في الفن والأدب 

ألهمت عليسة العديد من الفنانين و الشعراء ،ففي فن التشكيل رسم الفنان اندري ساشي لوحة موت  الاميرة الفينيقية ديديون، بينما جسدها الفنان الفرنسي فرانسوا دي تروي في لوحته الوليمة و كذلك الهمت عليسة الفنان كريستوف كوسيه لينحت لها تمثال "أليسا" الموجود بمتحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس،اما في الموسيقى فقد خلدتها اكثر من اربعين اوبرا منها اوبرا ديديون للموسيقار الايطالي فرانشيسكو كافيلي من العصر الباروكي، و في الادب الهمت قصتها الكاتبة الالمانية شارلوت فونشتايل فكتبت روايتها ديدون إضافة الى العديد من المسرحيات الغنائية .

إرسال تعليق

أحدث أقدم

إعلان

محتوى مدفوع