ألبيرو كامو "المفكر المستعمر" ....الغريب بين صراع الهويات

المفكر الفرنسي من أصول جزائرية ألبيرو كامو هو ظاهرة فكرية و أدبية مميزة وجذوره المختلطة جعلت من حياته صاخبة و في صراع دائم مع الهويات والذي كان جليا في أعماله،و ينتمي الكاتب ألبيرو كامو الى المدرسة العبثية وأشهر اعماله "الغريب" عام 1942.



وفي 7 نوفمبر 1913 ولد ألبير كامو" Albert Camus" و هو كاتب مسرحي وروائي فرنسي ينحدر من قرية الذرعان المعروفة أيضاً ببلدة مندوفى بمقاطعة قسنطينة بالجزائر، في بيئة شديدة الفقر من أب فرنسي،توفي أبوه بعد مولده بسنة واحدة أثناء إحدى معارك الحرب العالمية الأولى، ومن أم أسبانية مصابة بالصمم. 

تمكن ألبيرو من إنهاء دراسته الثانوية، ثم تعلم بجامعة الجزائر من خلال المنحة الدراسية التي تمتع بها لتفوقه ونبوغه، حتى تخرج من قسم الفلسفة بكلية الآداب.

 انخرط البيرو كامو  للمقاومة الفرنسية إبان الاحتلال الألماني، وأصدر في خلية الكفاح نشرة باسمها رفقة زملائه،  ما لبثت بعد تحرير باريس أن تحولت إلى صحيفة (الكفاح) اليومية و التي كانت تتحدث باسم المقاومة الشعبية، 

.

ومازال اسم البيرو كامو محل نقاش وجدل كبير في الجزائر وبالرغم من ان كتبه تحضى باهتمام كبير لدى القراء الجزائريين إلا انهم يعتبرونه دخيل على  الجزائر و لم يكن يوما مكترثا لقضية بلده ضد المستعمر الفرنسي، ولم يكن له موقف واضح من الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي.

في 1939 كتب ألبيرو كامو سلسلة مقالات مؤلمة  عن بؤس الاهالي في منطقة القبائل،كلمات جريئة أثارت غضب القوات الاستعمارية الفرنسية آنذاك ليغادر الجزائر مكرها.

وفي نفس الوقت كتب كامو اسطورة سيزيف التي أنهاها عام 1941 وبحلول سنة 1943 اوفدته حركة "كومبا" الى باريس حيث شرع في اصدار جريدة "كومبا" السرية، و  راح بعد تحرير فرنسا عام  1944 يعبر عن أرائه و نظرا لتغير رؤيتها السياسية استقال منها بعد  ثلاث سنوات.


وفي عز ثورة التحرير دعا المفكر الوجودي الى هدنة مدنية ،قد يكون هذا موقف انساني منه  لكن الجزائريين اعتبروا هذا الموقف ضعيف و  لا يدين الاستعمار ،وبعد عام أي سنة 1957 فاز الكاتب الفرنسي الجزائري  بجائزة نوبل للآداب .

وأجاب وقتها عن سؤال طرحه طالب عن القضية الجزائرية حينها قال جملته الشهيرة التي تسببت له بوابل من الانتقادات "أنا أدين الارهاب ولابد لي من إدانة الترهيب الذي يمارس بشكل اعمى في شوارع الجزائر العاصمة على سبيل المثال والذي قد يصيب أمي او احد افراد عائلتي ،أنا اؤمن بالعدالة لكنني سأدافع عن امي قبل العدالة".

اتهم البيرو كامو في الاوساط الفكرية بخيانة مبادئه ووصفه البعض بالمفكر المستعمر صفة تلازمه الى الان تكرست من خلال اعماله الادبية.


توفي اليرو كامو  في 4 جانفي من سنة  1960 في بيرغندي في فرنسا على إثر حادث سير وقد كان في السادسة والأربعين من عمره، وعلى الرغم من اعتقاد البعض بأن الحادث كان مفتهلا من قبل الاتحاد  السوفياتي  إلا أنه ما من دليل على ذلك.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

إعلان

محتوى مدفوع